تعريف الوفاء

تعريف الوفاء

الوفاء من أنبل الصِفات والأخلاق الإنسانيّة وهو مرادف للغدر والخيانة، والوفاء خُلقٌ اجتماعيٌ إسلاميٌ من أجمل ما يُوصف به المرء من خُلُقٍ.

الوفاء في اللُغة من الفِعل وَفَى يفي وفاءً، ويُطلق على من يتصف بهذا الخُلق اسم الوفي، وهو الإخلاص والصدق في المعاملة دون خيانةٍ أو غدرٍ، أما الوفاء في الاصطلاح هو الخُلق الكامل الذي يدُل على تمام مكارم الأخلاق عند المرء، وهو أيضًا هو الثبات والالتزام بما تم التعاهد عليه بين أي طرفين أو أكثر حتى الموت وفي أوقات السَعادة والشَقاء والفرح والترح.

صُور الوفاء

للوفاء العديد من الصُّور التي تتجلى فيها هذه الخُلق الرَفيع ومنها:

• الوفاء بين العبد وربه: وهو من أجل المواثيق بين الإنسان وربه وهو عهدٌ من الله للإنسان ألا يُشرك مع الله إلهًا آخر، وأنْ يُفرد الله وحده بالعبودية والاستسلام والطَّاعة المُطلقة.
• الوفاء عند البيع والشِراء: وهو الوفاء بالمكيال والميزان، وعدم التلاعب فيها بالزِيادة أو النُقصان؛ تحقيقًا للرِبح والمكسب المادي بطريقةٍ محرمةٍ شرعًا وعُرفًا.
• الوفاء بالعهد والميثاق: أي الالتزام بما تم الاتفاق عليه بين الأطراف ما دام في طاعة الله وضِمن المصلحة العامة للجميع، والوفاء بالعهد والميثاق يكون لمن أُعطي له سواءً كان مسلمًا أم غير مسلمٍ؛ فالناس على شروطهم واتفاقهم ما يُخالف شرعًا أو عُرفًا، ومن أهم المواثيق هو ميثاق عقد الزَواج الذي يجمع الله فيه بين الرَجل والمرأة في ضوء شرعه الحنيف؛ فيرى كُلٌ منهما من الآخر ما لا يُمكن لسواهما الاطلاع عليه، فهذا العهد من أولى العهود بالوفاء والحفظ والصَون.
• الوفاء بالنذر: النذر هو أنْ يُلزم الإنسان نفسه أمام الله وحده أو أمام الله ثُم الناس بعملٍ فيه طاعةٌ لله؛ كأنْ يقول إنْ رزقني الله غُلامًا لأتصدَقن بمبلغ كذا وكذا من المال، أو أذبح شاةً أو أصوم، وغيرها، والوفاء به وفاءٌ مع الله سبحانه بما عاهد عليه نفسه لله سبحانه.
• الوفاء بالوعد: الوعد إعطاء الإنسان من تلقاء نفسه بتحقيق أمرٍ أو دفعه أو تقديم شيءٍ لآخر؛ كأنْ يقول: أعِدك بمساعدتك في تحصيل حقك، فعلى من وَعد تقديم المساعدة ما استطاع إلى المساعدة سبيلًا؛ حتى ينجوَ بنفسه من صفةٍ من صفات المنافقين، قال صلى الله عليه وسلم: "آية المنافق ثلاث إذا حدّث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتُمن خان".
• الوفاء بالدَين: الدَين هو المال الذي يشغل ذِمة المَدِين- المقترض للمال- من الدائن- المُقرِض-؛ فيجب على كُلِّ من تنشغل ذِمته بدَين المبادرة إلى الوفاء بهذا الدَين، وترك المماطلة والتأجيل مع القُدرة على السَداد؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يرفض الصلاة على ميّت علم أن عليه دَينٌ لأحد من المسلمين حتى يُوفّى عنه من الحاضرين أو من الورثة.